الخميس، 3 يوليو 2014

جلسة لا تقدر بثمن

جلسة لا تقدر بثمن

أكاد أجزم أن هذا الشيخ الطاعن في السن في تلك اللحظة كان أسعد من الكثيرين

 ربما لا يملك الكثير من المال و ربما كان مثل الكثيرين لديه مشاكله و همومه

لكن في تلك اللحظة حينما يجلس  في البرية المترامية الأطراف و يلتحف السماء

 يأخذ نفسا عميقاً ويستنشق نسمات الهواء العليل مغمض العينين

أمام شعلة نار دافئة  تلتهم الحطب ببطء شديد

 حينها يغتسل من كل الهموم و يشعر بارتياح رهيب

و تناغم مع الطبيعة و يشعر بالقرب أكثر إلى الخالق

هذه اللحظات من الصفاء و الاسترخاء الذهني لا تقدر بثمن

كثيرون يعيشون حياة متسارعة يملؤها القلق على المستقبل أو الحسرة على الماضي

بينما رجل بسيط مثل هذا فهم أن سعادته تكمن في أن يعيش اللحظة الراهنة و يستمتع بكل تفاصيلها الدقيقة

أحد الفلاسفة قال أن الماضي و المستقبل مجرد وهم و أننا دائما نعيش في الحاضر

اللحظة هي الحاضر و الماضي مجرد أثر سرعان ما ينمحي كما ينمحى أثر السفينة و المستقبل مجرد وجهة لكننا في الحقيقة لا نعيش إلا في الحاضر

التفكير المتزايد في المستقبل يولد القلق و الخوف من الاحتمالات الممكنة و القادمة ، و العيش أسير الماضي إن كان جميلاً أو حتى سيئاً كلاهما يمنعك من أن تعيش اللحظة و تستمتع بما تملكه الآن

فعش حياتك الآن الآن و ليس غداً